Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2018

مؤتمر في الفاتيكان حول مستقبل اللجوء - الاب رفعت بدر

 الراي - على مدار يومين، تشرّفت بالمشاركة مع وفدٍ أردني في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه»دائرة التنمية البشرية المتكاملة» في حاضرة الفاتيكان، واختتم بلقاء مع قداسة البابا فرنسيس، وذلك لبحث تداعيات الأزمة الإنسانية السورية والعراقية، وتنسيق جهود المؤسسات والمنظمات الكاثوليكية الخيرية، وهو اللقاء السادس من نوعه في الفاتيكان.

شارك في المؤتمر مختصون من أكثر من خمسين منظمة أو مؤسسة كاثوليكية في العالم، عملت في السنوات الأخيرة على تخفيف معاناة اللاجئين وبالأخص من العراق وسوريا. ومن الأردن شارك كاتب المقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، إلى جانب مدير جمعية الكاريتاس الأردنية وائل سليمان، ومدير المشاريع عمر عبوي، ورئيس جمعية رسل السلام الأب خليل جعّار.
وتبيّن في اللقاء أنّ هذه المنظمات الكاثوليكية قد ساعدت في السنوات الأربع الأخيرة بما قيمته مليار دولار في داخل البلدين الشقيقين سوريا والعراق، أو في بلدان الاستضافة، وبالأخص في الأردن ولبنان.
بدى الارتياح واضحًا على المتحدّثين الرئيسيين، وعلى راسهم رئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وعلى مداخلات المشاركين، وذلك لأنّ المؤسسات الكنسيّة لم تقف مكتوفة اليدين طوال الفترة الماضية، وهي من أكثر الفترات صعوبة وتعقيدًا.
إلا أنّ الأسئلة التي كانت تصدم الجميع بجدران عالية هي حول المستقبل. فأنت جالس مع»خبراء»في العمل الإنساني اليومي، إلا أنّ المستقبل بحاجة إلى رؤى سياسيين، لذلك استضيف المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، إلا أنّه أيضًا لم يشفِ غليل الحضور بتقديم حلول سياسية وشيكة. وفي الوقت الذي تكرّرت فيه الدعوة إلى تسهيل عودة آمنة وحرّة للاجئين، كان السؤال: هل من ضمانة قويّة بأنّ المستقبل سيكون أفضل من واقع اللجوء؟ هل من يضمن أنّ الغد لن يحمل من جديد مآسي تجبر العائد إلى وطنه ومسقط رأسه للخروج القسري من جديد؟ لا ضمانة إذًا بأنّ العودة –الآمنة- ستكون دائمة الأمان.
ومن جهة أخرى برزت عدة أسئلة: من يريد العودة؟ هل اللاجئ السوري أو العراقي المقيم في بلد الجوار، أم اللاجئ البعيد الذي وجد له»ممرًا آمنًا» وأحيانا ممرا شائكا، إلى بلدان بعيدة مثل أميركا وكندا واستراليا فضلاً عن البلدان الأوروبية؟ الأسئلة موجعة وصريحة إلا أنّ الأكثر ألمًا هو عدم التمكّن من إيجاد حلول أو أقلّها إجابات على تلك الأسئلة. من الممكن أن تعمل مع الواقع الراهن، لكنّه لا تستطيع أن تتكهّن بما سيكون عليه المستقبل.
ومن قلب الفاتيكان، لم يكن موضوع اللجوء مقتصرًا على الحديث عن اللاجئ المسيحي، رغم أنّ الكلمات لم تخلُ من تبيان النقص الحاد للمكوّن المسيحي في العراق مثلاً، فبعد أن وصلت الأعداد إلى مليون ونصف تهبط الآن إلى 300 ألف شخص فقط. فمن يستطيع ترميم هذا الحضور المتناقص، ومن يعوّض عن تلك الخسارة؟ لا أحد طبعًا. ولكنّ مؤسسات الكنائس التي اجتمعت في هذا اللقاء بيّنت أنها تعمل مع الجميع بدون تمييز، لأن الإنسان، كل إنسان، هو مخلوق من يد الخالق الواحد، ويتمتع بكرامة متساوية تتخطّى الفروقات الدينيّة أو العرقية، وهو ما أكد عليه البابا فرنسيس في لقائه مع المشاركين في ختام أعمال المؤتمر، حيث قال بأنّ»شهادة المحبّة التي تصغي وتجيب من خلالها الكنيسة على صرخة مساعدة الجميع، بدءًا من الأشدّ ضعفًا والفقراء، هي علامة منيرة للحاضر، وبذرة رجاء ستزهر في المستقبل بإذن االله».
كلمة أخيرة، وهي الفخر بجمعية الكاريتاس الاردنية التي احتفلت العام الماضي، بمرور خمسين سنة على تأسيسها، وهي تلاقي كل تشجيع وتقدير دولي من الجهات المشاركة، وعلى رأسها الفاتيكان، ومن المؤسسات الشقيقة في مختلف البلدان، وهو فخر مستحق، نظرا لما قامت وتقوم به الجمعية الاردنية من خدمة للأخوة المهجّرين، احتراما للكرامة الانسانية المقدّسة لكل انسان.
Abouna.org@gmail.com