Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jan-2018

شرعية الخطاب الاعلامي - غازي خالد الزعبي

الراي -  اصبح الاعلام من اكثر الوسائل الحديثة المنتشرة التي تغني الحوار السياسي والثقافي من خلال رسائله المتعددة لمختلف الشرائح والفئات المختلفة , في محاولة لخلق راي عام موحد يسعى الى توصيف رؤية مشتركة , تساهم في تكثيف العمل وزيادة الانتاج لاسيما في الدول النامية كونها اولوية ملحة لاجندتها الوطنية الواعدة بالانفتاح على الرأي الاخر , وبما يسمح بألقاء على اضاءة على الحقيقة والواقع بعيداً عن الانعزالية المسبقة والتفرد المنغلق.

 
والخطاب الاعلامي يستمد شرعيته عندما يكون منحازاً الى المصلحة العامة وفائدة المجتمع باسره , وتبني الهدف المشترك مع باقي السلطات الدستورية لادامة اضطراد التقدم والتطور , ورفع مستوى المواطن على مختلف المستويات ليصبح بمثابة السلطة الرابعة الشرعية ضمن شبكة عضوية واحدة , كما يعزز وجوده الايجابي من خلال تمسكه بالاجندة الوطنية على المستويين الداخلي والخارجي كونه شريكاً في المسؤولية العامة الملقاة على عاتق الجميع.
 
وتوابث الاردن الاقليمية تتمحور من خلال انتمائه الى فضائه العربي الاسلامي , ودعمه جميع قضاياه العادلة , والتصدي للعدوان العنصري والاجتياح الهمجي الذي يستهدف الارض والانسان , والحفاظ على مقدرات واستقلال الاقطار الشقيقة, ودعم المناخ الديمقراطي على قاعدة وحدة المصير المشترك لشعوب المنطقة, كما ان المواطنة الحقة على المستوى الداخلي تتطلب الانتماء المطلق للرابطة الوطنية الدائمة لافراد المجتمع بما ينعكس على المسيرة الداخلية بالامن والاستقرار , تحت مظلة العدالة الاجتماعية, والصيغ القانونية التي تفعل قاعدة الجزاء من جنس العمل.
 
وظاهرة الاعلام العالمي الموجه الذي يخضع لاجندة سياسية مبرمجة , وتضليل فكري ممنهج لفرض رؤية احادية الجانب , القت بظلالها على وسائل الاعلام المختلفة في محاولة لصنع صورة وهمية افتراضية لخلط الأوراق , وتشويش الرؤية الوطنية للشعوب , وتأجيج العداوة والبغضاء بين ابناء الامة الواحدة , بايحاء من رؤية ضبابية عبثية , واساليب غوغائية مبتدعة لتشويه صورة المصلحين التقدميين والتشكيك بالمنجزات المتحققة الماثلة للعيان.
 
والكتابة الهدافة المؤثرة على مختلف المستويات وشتى المراحل, كانت تقوم على تقديم الجديد الوافي المفعم بالواقع الحي الذي يسهم في حركة النهوض , واغناء الحالة الانسانية بمختلف اتجاهاتها بوعي شامل وادراك واسع ينعكس ايجاباً على حركة الحياة, وتوصيف الحاضر وصناعة المستقبل , الامر الدي يتطلب خطاباً مسؤولاً ومؤهلاً على قاعدة سلوكية وميثاق شرف اعلامي , تشارك في وضعه المؤسسات والهيئات الرسمية والاهلية , وتتحدد من خلاله آفاق الحوار الموضوعي القابلة للتحقق في الشؤون العامة , ضمن مساحة اخلاقية ومهنية تعطي الاضاءة الكافية للحقوق والواجبات وبما يترتب على فحوى و مضمون الخطاب من نتائج ايجابية اوسلبية وآثار معنوية.