Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2018

بناء الذات - زياد الرباعي

 الراي - المستوى الذي وصل اليه الحوار بين المواطن والمسؤول ،يستدعي لحظة مراجعة شاملة، والتأكيد على اعادة بناء الذات الاردنية ،ليس للمواطن فقط ،بل للمسؤول ،مهما صغر منصبه أو كبر.

فالمواطن الاردني ،لم يكن في يوم من الايام بهذه التصرفات والالفاظ ،وخاصة في الاطراف، الا عندما غاب رجل الدولة المسؤول ،وهمشت المؤسسات المواطن، فأصبح يستجدي كل شيء، ولا بد من الواسطة لانجاز أبسط حق أو معاملة، فغاب المسؤول والنائب والعين، ورئيس البلدية وعضوها، عن المواطن والوطن، وأصبح لذاته ولعائلته وعشيرته، واغلق الباب على نفسه في مكتبه الوثير، ومنهم من إذا صافحه مواطن استخدم المحارم المعقمة بعد السلام.
وزير ورجل دولة سابق، جاء الى ديوان عشيرته في اطراف المملكة، فلم يفسح له احد المجال في
الصف الاول، ولا الثاني ،ولا في أي مكان، فوقف لدقائق، وغادر متمتما بكلمات: «الناس لم تعد تحترم
كبارها، وخرج...
فخرج وراءه ابن إخته–دكتور جامعي–وقال له يا خال: الكبار ،هم الذين يقفون مع الصغار والبسطاء،
ويستمعون لمشاكلهم وهموهم ، فهكذا كان أبي وابوك، أما انتم فكبرت بالوزارة والنيابة، والمناصب العليا على الناس، فالناس صغار في عيونكم، لكنهم كبار اليوم لانكم تستجدونهم في كل شيء، في الانتخابات والقوانين ، فالفجوة كبيرة بين المسؤول والمواطن وخاصة في الاطراف.
للأسف ما يتفوه به الناس امام المسؤول من ألفاظ وإشارات لم تأت، الا بعد ان طفح الكيل.
وقبل ان نبحث عن أسباب هذا السلوك للمواطن أمام المسؤول، يجب ان نبحث عن الدوافع التي أدت
لهكذا حوار، واستفزاز المواطن البسيط المهمش، الذي لن تطاله ضريبة الدخل مباشرة، بل سيدفعها من قوته وقوت عياله، عن الاغنياء التي ستشملهم، وهو يدفع مئات الرسوم والضرائب قصرا دون خدمات منظورة.
ziadrab@yahoo.com