Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2019

الأقرب إلى دمشق؟*سميح المعايطه

 الراي

قناعة الدولة الأردنية الراسخة أننا في الأردن الأقرب إلى دمشق، وهنا لا نتحدث عن القرب الجغرافي بل عن القرب السياسي، وهذه القناعة ليست مشاعر او حديث عام بل هو منطق الأمور، فالأردن ليس مثل دول عديدة في هذا الاقليم لم يضع حطبا على نار الازمة السورية، ولم يفكر بعقلية تجار الحروب التي مارستها دول عديدة على حساب سوريا وشعبها، ولم يضع لنفسه اجندة مكاسب عمل عليه تحقيقها حتى وان كان الثمن زيادة إعداد الضحايا من السوريين، وكل ما فعله الأردن من إجراءات وتحالفات كان تحت عنوان تخفيف الثمن الذي دفعه الأردن من تهديد لأمنه واستقراره فضلا عن الثمن الاقتصادي الضخم الذي دفعه كل أردني نتيجه أزمة اللجوء ومنها المساهمة في زيادة المديونية.
 
اليوم نحن الأقرب إلى دمشق لأن كل منصف في سوريا يدرك ان الأردن كان صاحب الصوت الصادق في الدعوة لحل سياسي يحفظ وحدة واستقرار وسوريا في وقت كانت دول عديدة في الاقليم ترسل مقاتلين وأموالا وأسلحة والغاية إسقاط النظام لكن من سقط هو سوريا الدولة وتشرد الملايين من أهلها.
 
اليوم مازالت فكرة عودة سوريا للجامعة العربية بعيدة نسبيا لأن البعض مازال يرى في عودة سوريا هزيمة له، ولأن هذا البعض أشخاصا أو جهات تدرك انها صنعت مع الدولة السورية حواجز صلبة نتيجة ما كان منها خلال سنوات الأزمة، لكن الأردن كما كان خلال سنوات الحرب ليس له أجندة إسقاط احد فإنه يتعامل مع هذا الملف بذات المنطق وهو تحقيق استقرار الدولة السورية وخدمه المصالح الاردنية اقتصاديا وامنيا وسياسيا.
 
"نحن الأقرب إلى دمشق" ليس شعارا سياسيا لكنه منطق الأردن في التعامل مع الملف السوري في هذه المرحلة، كما كان الأردن داعيا وعاملا على حفظ وحدة سوريا واستقرارها وحماية مصالحه في زمن الحرب وصناعة الموت.