Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2017

مصنع شكشوكة: تعرَّف على المرأة خلف سوق المزارعين الأولى في الكويت - جطو أبراهام
 
 
الغد- مريم النصيف، المصرفية التي تركت وظيفتها لتصبح طاهية تتمتع بقوة كبيرة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمنتجات العضوية، وتناول المأكولات الصحية، وكافة تلك الأمور. أجرت جطو أبراهام حوارًا معها وكتبت ما يلي.
 إنها بداية موسم جديد آخر. لقد بدأ العمل الشاق، حيث تعمل مجموعة صغيرة، لكن مُنظمَّة، من المتطوعين بجد بين كومة صغيرة من أوراق الشجر والتراب في حديقة صغيرة تبدو مهجورة في وسط مدينة السالمية. تُعرَّف الحديقة باسم حديقة بغداد، وهي محاطة بالمباني السكنية الشاهقة والطرق المزدحمة، في واحد من الأحياء الحضرية الراقية.
 فجأة، تملأ صرخة حماسية الأجواء، وتظهر سيدة كويتية في الثلاثينيات من عمرها، وتتمتع بالحيوية، من خلف تلك الكومة، تحمل شيئًا ما في يديها، وتقوم بتوزيعه على كل عضو في المجموعة، إنه السماد العضوي الأول في الموسم، وهو مصنوع من النفايات العضوية المتراكمة على مدار أكثر من عام - مزيج من قشر البيض، وبقايا الخضراوات، والأسماك. تقوم هذه السيدة صغيرة السن، مريم النصيف، بكل ذلك وهي تشعر بسعادة غامرة، فتحمل كومة من التراب الرطب والدافئ في يديها، وهو ما يشير إلى بداية موسم آخر جديد من "الحديقة السرية".
 في الكويت، تصنع ميمي، اللقب الذي يطلقه أصدقاء مريم عليها، قاعدة متنامية من معجبيها. ميمي، المصرفية التي تركت وظيفتها لتصبح طاهية، هي مؤسسة "شكشوكة" الشهيرة، وهو سوق زراعي موسمي يُقام كل أسبوع، إلى جانب "الحديقة السرية"، وهي حديقة عامة بها العديد من محطات الزراعة لمساعدة الراغبين في زراعة النباتات الخاصة بهم بأنفسهم.
 تقول ميمي، "جاءت فكرة سوق شكشوكة في البداية، وكانت محض صدفة. أنشأ والدي مزرعة عضوية في أواخر التسعينيات في حديقة منزل الأسرة القديم والمهجور. وعندما ازداد حجم المشروع، بدأنا بالحصول على الألبان والجبن منه".
 "بعدها بفترة قصيرة، بدأنا بتوزيع المنتجات، وفي عام 2003، قمنا بافتتاح متجر للمنتجات العضوية، إلى جانب الحديقة السرية".
 وللأسف الشديد، لم يدم المتجر طويلًا، وكما ذكرت ميمي، "لم يتفهم الناس المفهوم الذي نروج له حينئذٍ".
 تتابع ميمي حديثها: "كان لدينا كل شيء هناك، وكنت أدير المتجر. كنا نحصل على الخبز من القمح الذي نزرعه، وكنا نصنع الجبن بأنفسنا، وكذلك البرغر من الأبقار التي نقوم بتربيتها. كانت مواردنا كلها محلية".
 "كان لدينا تسعة من العملاء، ولكن لم يكن هذا كافيًا. لم يغط ذلك النفقات".
بدايات جديدة
 بعدها، انتقلت ميمي إلى لندن للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، ولكنها كانت دومًا تتمسك بشغفها للطهي وكذلك الأغذية العضوية. بعد عملها كمصرفي استثماري لفترة قصيرة من الوقت، قررت ترك الوظيفة، والدراسة في مدرسة الطهي لو كوردون بلو، تلك الفترة التي تنقلت خلالها بين العديد من الوظائف في مطاعم المدينة، بما في ذلك مطعم نوبو.
 عادت ميمي إلى الكويت في عام 2011، بينما كان بعض أصدقائها، الذين كانوا زبائن لديها في متجرها في عام 2003، يحثونها على تكرار التجربة مرة أخرى.
 ولكن، في ذلك الوقت، كانت ميمي تفكر في أمر مختلف تمامًا.
 "اتفقنا أنا وأصدقائي أنني سأقوم بجلب المنتجات العضوية من مزرعتي بسيارتي، وسوف نضع الطاولات في مكان ما، وسوف يقوم أصدقائي بشراء المنتجات كلها. ربما هي علاقة خاصة من نوع ما".
 كانت فكرة البيع المباشر جيدة، إلا أنه في اليوم الأول لتنفيذ الفكرة، في أحد مواقف السيارات التابعة للمبنى، قام أناس عشوائيون بشراء جميع الخضراوات، وكانوا سعداء لشراء الخضراوات المحلية الطازجة، قبل وقت طويل من قدوم أصدقائها.
 تبقى لدى ميمي فقط بعض البيض والطماطم ليشتريها أصدقاؤها، الذين عندما تساءلوا عمَّا يمكنهم أن يفعلوه بتلك الأشياء، أخبرتهم على الفور، "شكشوكة" (وهي وصفة تونسية مكونة من البيض والتوابل والطماطم)، وكانت هذه انطلاقة سوق المزارعين الأولى في الكويت.
 الآن، في عامه الخامس، تحولت شكشوكة إلى سوق شعبية حيث يقصدها المزارعون المحليون لعرض منتجاتهم فيها، بينما يقومون بالترويج لفكرة الطعام الصحي، وكذلك "الطعام الذي تعرف مصدره"، وهو أمرٌ تشعر ميمي أنها لا تزال تفتقده في موطنها.
تشجيع الطعام الصحي
 "ثقافة الطهي لنفسك أو لعائلتك لم تعد منتشرة هنا. لدينا إما تطبيق كاريدج (تطبيق توصيل الطعام) أو لدينا موقد في المنزل. فقط نسبة ضئيلة للغاية يقومون بشراء أو الحصول على المنتجات الطازجة من المزرعة، ثم طهيها، وتقديمها إلى عائلاتهم. هذه العادة البسيطة هي بداية شوط طويل نحو ممارسة نمط حياة صحي".
 من خلال شكشوكة والحديقة السرية، تأمل ميمي كذلك في نشر الوعي حول تسوق الخضراوات. في أحد منازل الكويت، تقول ميمي، يقوم سائق الأسرة بالحصول على البقالة من المتجر، دون مشاركة حقيقية من الأسرة. وإن ذهبت إحدى أفراد الأسرة إلى المتجر، تبحث عن الخضراوات العضوية من هولندا أو غيرها من البلدان الأخرى، بدلًا من المزارع المحلية.
 تقول ميمي، "كنا نحصل على كل شيء من المزرعة، لذلك كنت أعرف من أين يأتي طعامي، وهذه رفاهية في الوقت الحالي. كان والداي يطهيان الطعام لأجلي، لذلك كنت أعرف تمامًا مكونات ذلك الطعام. اليوم، ما يبحث عنه الجميع هو التغليف الجذاب، بدلًا من الطعام العضوي الحقيقي، وهو ما يمكن الحصول عليه من العديد من المتاجر المحلية هنا".
التعاون المجتمعي
 بينما كانت تعمل ميمي في الحديقة السرية، كانت تشعر بالسعادة والمفاجأة عندما يقترب منها أحد الأشخاص ليسألها إن كانت تريد المساعدة، ويساعدها، و"يصبح عضوًا في الفريق إلى الأبد".
 تختم ميمي حديثها: "في الحديقة، لا نخطط لشيء. مثلما تقابل أحدهم، عندما تقوم بالتقاط القمامة، أو حفر إحدى الحفر، أو نقل التربة، وهي طريقة غريبة للغاية للتعرف على الآخرين في الكويت".
 "العديد من الأشخاص يمرون بجانب الحديقة أثناء الذهاب إلى منازلهم، لذلك، قابلنا العديد من الأشخاص الذين كانوا فقط يتنزهون، وأصبحوا أفرادًا في الفريق منذ ذلك الحين. هذا النوع من التفاعل الصحي والطبيعي متوافر في جميع أنحاء العالم، ولكن ليس في الكويت".
 "أؤمن بأن تلك الأنشطة تجعلك أكثر تسامحًا، وأقل انتقادًا للآخرين، وأكثر تحررًا. هذا الحديث العشوائي إلى الآخرين يكسر الحواجز".
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment