Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Feb-2018

ذرائع العربدة (الصهيواميركية): (السارين), (البلوك التاسع).. و(مصنع الصواريخ) (1/2) - محمد خروب

 الراي - طبول الحرب تقرع في عاصمتي الغطرسة.. واشنطن وتل ابيب. الأولى استعادت أكذوبة «الكيماوي» وراحت تملأ الفضاء الإعلامي الذي تُسيطر عليه وتوجّهه وتجد من يتلقّفه ويروِّج له, بل ويتمنى ان يتحول الى ضربة اخرى لـ»النظام السوري» (كذا) على غرار ما فعله ترمب في نيسان الماضي باستهداف مطار الشعيرات العسكري السوري بصواريخ التوماهوك, حيث رفضت واشنطن ولجنة التحقيق «المُسيّسة» التي أوكِلت اليها مهمة كشف الحقائق, الذهاب الى ما زُعِم ان «الطائرات» المُغيرة على خان شيفون انطلقت منه، والثانية (اسرائيل) لم يتوقف صقورها (وكأن فيها حمائم) عن التلويح بتدمير لبنان (وليس فقط «سحق» حزب االله) إذا ما واصل التسلّح على النحو الذي بات يُشكِّل تهديداً استراتيجياً لدولة العدو الصهيوني, حيث تتناغم تهديداته مع التهديدات الاميركية في تنسيق لم يعد خاف على أحد, يُراد من خلاله خلط الاوراق في المنطقة, واستيلاد معادلات جديدة, بعد ان فشِلت الخطط الصهيواميركية ضد سوريا طوال سبع سنوات, وبدأت بالظهور ملامح مرحلة جديدة ومعادلات مُغايِرة, أقلها تراجُع وانحسار الدور الاميركي التخريبي في المنطقة, وانعكاس ذلك على الحليف الاسرائيلي الذي رغم تعاظم ترسانته العسكرية واتساع هوامش مناورته الدبلوماسية, إلاّ انه بات مكبلاً ولم تعد الحرب بالنسبة اليه وبخاصة في اتجاه لبنان مجرد نزهة, او تطبيقاً سهلاً لنظرية بن غوريون القديمة التي سار عليها جيش الإحتلال منذ قيام دولته على ارض فلسطين والتي تتلخص في مبدأين الأول: نقل المعركة الى ارض العدو، والثاني: تقليل مدة الحرب وحسم الحرب لصالح اسرائيل بسرعة وفي وقت قصير.

 
حتى بالنسبة الى قطاع غزة المحاصَر والمُجوَّع فإن حروب العدو الثلاث الاخيرة وبخاصة عدوان «الجرف الصامد» كانت صعبة ومكلِفة وقاسية على قادة العدو وجنوده, فضلاً عن استمرارها لنحو من خمسين يوماً, كل ما استطاعت اسرائيل تحقيقه, هو تدميرها البنى التحتية لغزة بهمجية وحقد صهيونيين معروفين, وسفك دماء آلاف الفلسطينيين...جلّهم من المدنيين، ما بالك ان «حزب االله» يتوفر على ترسانة يمكنها ان تهدّد «كيان الدولة» الغاصبة, وليس فقط تدفيعها اثماناً باهظة في البنى التحتية الاستراتيجية والارواح؟
 
ليس ما يقال في هذا الشأن شعراً او امنيات, بل هذا ما يقوله العدو علناً, وهو ما تؤكده ايضاً مصادره العسكرية وليس بناء «الجدار» على حدود فلسطين المحتلة مع لبنان, سوى ترجمة لهذا التوجّس, مقارنة مع «تاريخ» دموي «حافل» من الغزوات والاجتياحات والعربدات والقتل, التي انتهت وتم وضع حد لها منذ الهزيمة المدوّية التي لحقت بجيش العدو في عدوان تموز 2006 ,وقبلها الإنسحاب العسكري المُذِل من جنوب لبنان في ايار من العام 2000.
 
ما علينا..
طبول الحرب التي يقرعها وزير الدفاع الاميركي ماتيس, وتلويحه بصلف وغطرسة بضربة عسكرية قائلاً لقناة NBC ««الاميركية: كلكُم تعرفون كيف ردّينا على هذا الأمر سابقاً.. لذا عليهم ان لا يفقدوا التمييز. وان يقول وزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان ان «البلوك 9 «الواقع الى الشمال من حدود فلسطين المحتلة وداخل المنطقة الاقتصادية اللبنانية: هو ملكية اسرائيلية واسرائيلي بكل المعايير، محذِّراً لبنان والشركات الدولية التي رست عليها مناقصة البلوك 9...من مغبة مواصلة هذا «الخطأ».
 
يعني ان واشنطن وتل ابيب تريدان فرض وقائع جديدة على مشهد المنطقة الراهن, الذي يشهد تراجعاً اقرب التكريس الهزيمة للمشروع الاميركي الصهيوني الذي سانده بعض العرب, منذ سبع سنوات في الفضاء العربي والشرق اوسطي.
 
كما تندرج في ذلك زيارة نتنياهو الى سوتشي (في يوم انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في المنتجع الروسي على البحر الاسود) والتي حملت الرقم «7« في سلسلة لقاءاته مع الرئيس بوتين منذ عامين ونصف, مَضَيا بوجوده على رأس حكومته الفاشية الحالية، لكنها «هذه المرّة» أخذت طابعاً مختلفاً, كان فيها نتنياهو يقول علناً: ان اسرائيل «لن تقبل بوجود ايراني عسكري على الاراضي السورية».
حيث زعم ان طهران تتوفر «رسمياً» على قاعدة «جوية» في سوريا, وانها استعادت نشاطها الرامي الى بناء مصنع للصواريخ دقيقة التوجيه على الاراضي اللبنانية, بعد ان دمّرت اسرائيل مصنعاً مماثلاً كانت بدأت اقامته في بلدة مصياف بمحافظة حماة السورية».. كما زعَمَ بتبجّح.
 
الربط بين التهديد الاميركي وذلك الاسرائيلي قائم بشدة, إذ ان تحالفاً استراتيجياً قوياً ومتيناً كالذي يربط بينهما, لا يمكن ان يمنح أحد منهما ترف الذهاب «منفرداً» الى حرب متدحرِجة في ظل موازين القوى الراهنة في الميادين السورية واللبنانية, وبخاصة مع الوجود العسكري الروسي وذلك الايراني هناك, فضلاً عن «زوال» تهديد داعش الذي تخفّى خلفه الاميركيون والاسرائيليون وبعض العرب, واستثمروه لتحقيق اهدافهم المعلَنة في إسقاط الدولة السورية. وهي اهداف لم تتغير وإن تغيّرت المقاربات والادوات, ناهيك عن بقاء هدف إسقاط «الإتفاق النووي الايراني» على اجندة البلدين وبحماسة متبادَلة بين ترمب ونتنياهو، حيث كان الاخير بحث ذلك مع الرئيس الروسي في «كل» زياراته الى موسكو وسوتشي، لكن موقف بوتين لم يتغير, سواء في ما خص تمسّكه باستحقاقات الاتفاق وضرورة استمراره ومعارضته إدخال اي تعديل عليه, أم في شأن اعتبار طهران حليفاً لموسكو وأن لدى بلاده من المعلومات والوثائق ما يؤكد دعم اسرائيل للمجموعات الارهابية في الجنوب السوري, فيما ليس لطهران اي وجود»برِّي» ملموس في تلك المنطقة.
....للحديث صلة
kharroub@jpf.com.jo