Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-May-2019

إسرائيل دفعت واشنطن للحزم مع إيران واختبأت

 الغد-هآرتس

 
عاموس هرئيل
 
21/5/2019
 
بين الجهود المكثفة لاقامة تحالف قبل نهاية الفترة المحددة في القانون وبين الألاعيب التي هدفها انقاذ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من لوائح الاتهام ضده، ينشغل المستوى السياسي في إسرائيل بموضوع مهم واحد وهو الوضع في الخليج الفارسي. المستوى السياسي هو شخص واحد الذي هو نتنياهو نفسه، إلى أن يستجيب افيغدور ليبرمان لاقتراح الانضمام إلى الائتلاف سيظل نتنياهو يتولى ايضا وظيفة وزير الدفاع، في حين أن الكابنت هو حصان ميت.
نتنياهو عقد الكابنت منذ الانتخابات فقط مرة واحدة في 5 أيار لجلسة من اجل مناقشة التصعيد في القطاع. عضوان من اعضاء الكابنت، الوزير نفتالي بينيت والوزيرة اييلت شكيد، لم ينجحا في الانتخاب للكنيست، ووزراء آخرون ينتظرون توضيح مكانتهم في الائتلاف الجديد. بلورة السياسة الإسرائيلية بخصوص الحرب المخيفة بين الولايات المتحدة وإيران تحدث بناء على ذلك بين أذني رئيس الحكومة، بعد مشاورات مع رؤساء جهاز الأمن.
نتنياهو يحظى بتفوق أساسي واحد الذي لم يكن لديه في فترة ولاية أوباما، تنسيق وثيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وما يزال يمكن الافتراض بأنه يجد صعوبة في أن يقدر بصورة كاملة أهداف الرئيس الأميركي. في الأسبوع الماضي، بعد عدة تسريبات مخيفة من قبل شخصيات رفيعة في الإدارة الأميركية، اهتم ترامب نفسه بتهدئة النفوس. لقد أعلن أنه غير معني بحرب، والصحف الأميركية الرائدة نشرت تقارير مفصلة عن اختلافات في الرأي في الإدارة الأميركية بخصوص شدة الخطوات التي يجب اتخاذها تجاه إيران.
ولكن في يوم الاحد بعد تهديدات إيرانية اخرى، غير ترامب مرة اخرى الاتجاه. في تغريدة له في تويتر هدد “إذا أرادت ايران أن تحارب فهذا سيكون نهايتها الرسمية. لا تهددوا في أي يوم الولايات المتحدة مرة أخرى”. هذه التغريدة الهجومية لترامب نشرت بعد بضع ساعات من إشارة إيرانية أخرى. لقد سقط صاروخ في المنطقة الخضراء في وسط بغداد، قرب السفارة الأميركية في العراق. محاولة العملية نفسها حدثت بعد عدة تحذيرات بشأن نية ايرانية لضرب أهداف أميركية في العراق، التي ادت الى اخلاء عمال غير ضروريين في السفارة وفي شركات نفط أميركية في المنطقة.
هذا الحدث نفسه هو الثالث اذا لم يكن الرابع خلال أكثر بقليل من أسبوع. لقد سبقته عدة تفجيرات أصابت أربع ناقلات نفط في ميناء اتحاد الإمارات وهجوم طائرات بدون طيار للمتمردين الحوثيين في اليمين الممولين من قبل إيران على موقع نفط سعودي. ليس مستبعدا أن الإيرانيين ساهموا ايضا في الجولة الاخيرة من القتال في قطاع غزة. المواجهة هناك بدأت في 10 أيار باطلاق نار قناصة الجهاد الإسلامي، المنظمة الخاضعة لسلطتهم دون أن يسبق ذلك هجوم إسرائيلي ضد الجهاد.
على الاقل الهجمات الثلاثة في الخليج لها عامل واضح – طهران لا تتحمل المسؤولية عنها (هجوم الطائرات بدون طيار تحمل المسؤولية عنه الحوثيون)، ولكن الافتراض السائد هو أن الإيرانيين هم الذين يقفون من خلفه. هكذا يمكن ايضا ارسال تهديدات والحفاظ على هامش للنفي في نفس الوقت، الذي يصعب على الأميركيين الرد بعمليات عسكرية خاصة بهم. يمكن الافتراض أن الهجوم الاخير قرب هدف اميركي واضح (السفارة الاميركية في بغداد) هو الذي أثار غضب ترامب وجعله ينتقل إلى التهديد المباشر لطهران.
حتى الآن فان غريزة ترامب الاساسية تقول له كما يبدو أنه من الأفضل له الامتناع عن شن حرب زائدة في الشرق الأوسط. حتى الآن الخطوات الأميركية تظهر دفاعية في اساسها. الولايات المتحدة لم تتخذ حتى الآن خطوة هجومية ردا على الهجمات الثلاثة. وفي هذه الاثناء هبط وزير خارجية عُمان في زيارة مفاجئة لطهران. عُمان لعبت ايضا في الماضي كقناة وساطة بين واشنطن وطهران، بالاساس قبل التوقيع على الاتفاق المرحلي في 2013 الذي سبق الاتفاق النووي.
في هذه المواجهة تأمل إسرائيل ايضا اكل الكعكة وابقاءها كاملة. نتنياهو يحث ترامب منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية قبل سنتين ونصف على اتخاذ خط اكثر هجومية تجاه إيران بهدف أن يفرض عليها تنازلات اخرى في المجال النووي وأن يشوش على دعمها للمنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط. ترامب استجاب لاقتراحاته قبل عام بالانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، بعد ذلك جاء نشر خطة بومبيو التي تتضمن 12 خطوة ضد النظام في طهران وتجديد العقوبات على إيران.
ولكن إسرائيل غير معنية في التحول الى جزء من خط الجبهة التي على طولها سيتصادم الإيرانيون مع الولايات المتحدة. من هنا تنبع قلة التصريحات الرسمية في القدس في المسألة الايرانية والطلب الذي نقل إلى الوزراء بتوخي الحذر في تصريحاتهم في هذا الشأن. الحذر يتعلق ايضا بالعمليات العسكرية. تقارير من سوريا في نهاية الاسبوع عن هجومين إسرائيليين ضد مواقع إيرانية خلال 24 ساعة لا تبدو أنها موثوقة. من المعقول أن إسرائيل ستتخذ الآن درجة متزايدة من ضبط النفس ايضا في الجبهة الشمالية، طالما لم يتم توضيح اتجاه التطورات بين الولايات المتحدة وإيران.
تقاسم الاهتمام
رغم التوتر في الخليج تواصل إدارة ترامب الاستعداد قبل عرض مبادرة السلام الأميركية في القناة الإسرائيلية – الفلسطينية. الإدارة الأميركية اعلنت أول أمس أنها ستنشر الجزء الاقتصادي للخطة في 25 حزيران. كجزء من مؤتمر دولي سيعقد في البحرين. بهذا يتم تحقق افتراضين سابقين حول صفقة القرن: الجزء الاقتصادي فيها يسبق الجزء السياسي الذي جوهره النهائي غير معروف حتى الآن. وترامب كالعادة يريد تحويل المؤتمر الى حدث تكمن اهميته في عقده. ولكن الفلسطينيين يرفضون التعاون. ووزير في الحكومة الفلسطينية أعلن بأنهم لن يرسلوا ممثلين الى المؤتمر.
هناك درجة من المفارقة في حقيقة أن نفس الإدارة التي تقلص بصورة ثابتة ميزانيات المساعدة للفلسطينيين في الضفة والقطاع في السنة الاخيرة تريد الآن الاستعانة بالأموال العربية من الخليج من اجل التغلب على شكوكهم واغرائهم بالانضمام الى الخطة السياسية التي يرسمها. يمكن أن يضاف الى العقبة الرئيسية، الرفض الفلسطيني، عقبة اخرى وهي حرف الاهتمام من قبل الولايات المتحدة ودول الخليج الى التوتر الذي يزداد شدة مع إيران.