Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Sep-2019

إلى أين يذهب الإضراب؟*مكرم الطراونة

 الغد-تصر نقابة المعلمين على إغلاق الباب في وجه أي خطوة يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الإضراب، والخروج من الأزمة التي أنتجتها أسابيع من الشد بينها وبين الحكومة.

النقابة التي رفضت أمس مقترحا حكوميا فيه تعهد بتحسين الوضع المعيشي للمعلمين، لم تكتف بالرفض بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بالحديث عن تصعيد قد يؤدي إلى حرف الأزمة بشكل حاد، ولا شك أن نتيجة ذلك ليست في مصلحة أحد، خصوصا أنها تقود إلى ما يشبه الاستعصاء السياسي الذي لن يستطيع أحد فك إغلاقه فيما لو استمر الأمر على ما هو عليه.
التعاطف الكبير الذي حظيت به النقابة، وتبني المجتمع لقضية المعلمين ومطالبهم، بدأ بالانفضاض، خصوصا حين يكون هناك تمترس كبير خلف مطالب من دون أن يكون هناك حوار حقيقي تخوضه النقابة، فقد رأينا كيف أنها أعلنت عن سلسلة وقفات احتجاجية في عدد من المحافظات حتى قبل مناقشة العرض الحكومي، وهي التي وعدت بأنها ستدرسه وسترد عليه.. لكنها لم تفعل، بل آثرت التصعيد بعيدا عن الدبلوماسية المطلوبة في مثل هذه المواقف.
موقف النقابة هذا سيفقدها الكثير من تعاطف الرأي العام، خصوصا مع حالة التذمر التي بدأت بالظهور بين الأهالي، وأخذت بالتوسع بصورة لافتة وهم يرون أبناءهم خارج أسوار صروحهم التعليمية. بالتأكيد ان هذا الأمر ينبغي للنقابة أن تلتفت إليه جيدا، وأن تفكر فيه بموضوعية وعقلانية وهي تتعاطى مع الواقع الصعب الذي نعيشه اليوم في ظل عدم الوصول إلى حل وسط ينهي الأزمة.
حوارات قادها نواب، وأخرى جمعت الحكومة والمعلمين إلى طاولة واحدة، ودعوات ذوي الطلبة، كلها لم تشفع عند نقابة المعلمين من أجل أن تحرك ساكنا، أو أن تبدي بعض المرونة، أو على أقل تقدير، أن تبادر إلى خطوة سيقدرها الجميع، وهي تعليق الإضراب، والذهاب إلى حوارات ومفاوضات مع الحكومة من أجل أن ترى كيف يمكن تحقيق مطالبها العادلة، والتي لا يختلف كثيرون على وجوبها. لكنها أبت ذلك، وواصلت تمترسها وراء شروطها التي ترى بأنها يجب أن تنفذ قبل أن تقوم بأي استدارة جانبية، وهي في سلوكها هذا فكأنما تمارس دور المنتصر الذي يملي شروطه على المهزومين!!
هل هكذا تدار المفاوضات والحوار؟
يشعر كثيرون أن النقابة تجاوزت فكرة الحوار دون شروط، وذهبت إلى لغة التصعيد وكسر العظم بإعلانها عن إجراءات ستنفذها للضغط على الحكومة حتى تتحقق المطالب. النقابة يبدو أنها غير مدركة أنها لم تعد تمارس ضغطها على الحكومة فقط، بل وأيضا على كل بيت أردني، فطلبتنا اليوم هم من يعانون من عدم انتظامهم في الدراسة على مدار 14 يوما دراسيا، وهم أكثر من يدفع ثمن التعنت الذي تقوده النقابة لتحسين أوضاع المعلمين، غير أنها تنسى في وسط هذا الصراع، أنه لا يجوز أن يكون الطلبة طرفا في المعركة، ولا أن يتحملوا وزر نتائجها!
في المحصلة؛ وإذا ما سألنا: إلى أين يذهب الإضراب، فأظن بأنه قد فات الأوان لأن يخرج أي منتصر من هذا “الطحن” الذي يمارس على طلبتنا منذ بدء العام الدراسي. لن يكون هناك منتصر بهذه الأزمة، فقد خسرنا جميعنا!